في تقرير مثير للدهشة، اعترفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نجحت في استعادة جزء كبير من قوتها العسكرية داخل قطاع غزة، رغم الدمار الهائل والخسائر البشرية التي تعرضت لها منذ بداية العدوان الإسرائيلي الشامل المعروف بـ"طوفان الأقصى".
استعادة القوة رغم الخسائر
أشارت الصحيفة إلى أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، تعرضت لخسائر كبيرة في صفوف مقاتليها، حيث فقدت المئات منهم في المعارك المستمرة. ومع ذلك، أكدت الصحيفة أن الحركة استطاعت بسرعة تعويض هذه الخسائر عبر تجنيد وتدريب شباب فلسطينيين على استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات، خاصة في مناطق مثل المواصي وجنوب القطاع.
التقديرات تشير إلى أن عدد مقاتلي القسام يبلغ عشرات الآلاف، ما يجعلها القوة العسكرية الأكبر في غزة. ورغم الضربات المكثفة من الاحتلال، يظل القسام قادرًا على تنفيذ عمليات نوعية تثبت أن المقاومة لا تزال حية وقوية.
عمليات القسام: فكرة لا تموت
من أبرز العمليات الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام داخل القطاع:
نصب كمائن محكمة استهدفت جنود الاحتلال في شمال القطاع، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
عمليات قنص دقيقة طالت جنودًا متمركزين على خطوط التماس، وأثبتت قدرة القسام على تنفيذ هجمات مباشرة رغم الحصار والتكنولوجيا المتطورة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي.
تفجير آليات عسكرية عبر عبوات ناسفة زرعت باحترافية عالية، ما أربك تحركات الاحتلال.
هذه العمليات جاءت في وقت يتعرض فيه القطاع لحملة إبادة جماعية من قبل الاحتلال، ما يثبت أن المقاومة فكرة متجذرة لا يمكن القضاء عليها بالقوة العسكرية.
اعترافات إسرائيلية بفشل العملية العسكرية
بحسب "هآرتس"، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق مثل جباليا وممر نتساريم لم تحقق النتائج المرجوة، رغم تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل. وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي يعاني من أزمة قوة بشرية، حيث استقال العديد من الضباط بسبب الضغوط النفسية والميدانية التي واجهوها خلال الحرب.
المقاومة تتحدى الإبادة
على الرغم من الخراب الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية، فإن روح المقاومة الفلسطينية تظل متقدة. إن كتائب القسام، التي تعتبر رمزًا للصمود الفلسطيني، تؤكد من خلال عملياتها أن الاحتلال لا يمكنه كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
إن اعتراف الصحافة العبرية بقدرة حماس على استعادة قوتها العسكرية يعكس فشلًا استراتيجيًا للجيش الإسرائيلي. المقاومة الفلسطينية ليست مجرد حركة عسكرية، بل رمز للصمود والنضال من أجل الحرية. ومع كل عملية ناجحة للقسام، يتأكد أن المقاومة ليست مجرد فكرة عابرة، بل هي أمل شعب بأكمله في التحرر من الاحتلال.